النقد الأدبي العربي القديم هو مجموعة الدراسات والآراء النقدية التي تناولت الأدب العربي منذ العصر الجاهلي وحتى نهاية العصر العباسي. يتميز النقد الأدبي العربي القديم بالاعتماد على الذوق الفطري واللغة السليمة، ويهدف إلى تقويم النص الشعري وبيان محاسنه ومساوئه.
من أبرز قضايا النقد الأدبي العربي القديم: قضية اللفظ والمعنى، وقضية الصدق والكذب، وقضية الانتحال، وقضية عمود الشعر. وقد تأثر النقد الأدبي العربي القديم بالثقافات الأجنبية، كالثقافة اليونانية والفارسية، إلا أنه حافظ على هويته العربية الأصيلة. من أهم أعلام النقد الأدبي العربي القديم: ابن سلام الجمحي، والجاحظ، وابن قتيبة، وقدامة بن جعفر، والآمدي، والجرجاني، وابن رشيق القيرواني، وحازم القرطاجني.
مشابه : النقد العربي القديم – السداسي الثاني
اقرأ المزيد (ملخص)
يُعد النقد الأدبي العربي القديم أحد أبرز دعائم الثقافة العربية، إذ نشأ مع نشوء الشعر العربي ذاته، حيث كان العربي بطبعه ناقدًا بالفطرة. يتناول هذا القسم ملخصًا شاملًا لمسيرة النقد، من العصر الجاهلي وحتى العصر العباسي، مرورًا بمراحل تطوره ووظائفه وشروط الناقد الناجح.
نبدأ بتوضيح مفهوم النقد من حيث دلالاته اللغوية مثل “التمييز” و”الاختلاس”، وصولًا إلى تعريفه الأدبي بوصفه عملية تحليل وتفسير للنصوص الأدبية بهدف تقويمها وتحديد قيمتها التراثية والفنية. ثم نعرض وظائف النقد في قياس التأثير الاجتماعي والنفسي للنصوص الأدبية، وموقعها في الساحة الثقافية.
كما نسلط الضوء على شروط الناقد العربي القديم، والتي تجمع بين الذوق، الثقافة الواسعة، والممارسة النقدية، مع ضرورة الالتزام بالموضوعية والبعد عن التحيز الشخصي.
يمر النقد بأربع مراحل أساسية:
- في العصر الجاهلي: حيث طغى الذوق الفطري، وكان التركيز على أجزاء القصيدة دون تحليل شامل.
- في صدر الإسلام: اتجه النقد لأهداف دينية وأخلاقية، وشدد على الصدق والإيجاز.
- في العصر الأموي: بدأ النقد ينتعش مع تنوع البيئات الثقافية، وظهور المدارس النقدية.
- في العصر العباسي: وصل النقد إلى ذروته من حيث المنهجية والبحث، مع تأليف كتب رائدة مثل الوساطة بين المتنبي وخصومه والموازنة بين الطائيين.
يُحلل النص أيضًا من زاوية تعليمية، موضحًا استخدام مصادر تراثية مثل مؤلفات الجاحظ وابن سلام الجمحي، إضافة إلى مراجع حديثة مثل إحسان عباس وسيد قطب. ويبرز نقاط القوة كالتوثيق الدقيق والربط بين الظواهر الأدبية والاجتماعية، رغم وجود بعض الكثافة اللغوية التي قد تربك القارئ المبتدئ.
هذه المطبوعة تمثل مدخلًا علميًا وأكاديميًا لفهم جذور النقد الأدبي العربي، وتطوره عبر العصور، مع تقديم إطار تحليلي يساعد في تشكيل الذائقة الأدبية العربية عبر التاريخ.