-المؤلف: إيمان فاطمة الزهراء بلقاسم-
سبق أهل العراق غيرهم من الأمصار في كثير من المجالات العلمية والميادين والفنون، وكان من أبرز ما تميز به هؤلاء هو التفكير اللغوي المبكر، حيث تُنسب أولى المحاولات في النحو وبداياته إلى حواضر العراق مثل البصرة والكوفة وبغداد. وما إن استقر في شكل قواعد منظمة وكتب، حتى شَكَّلَت بعض المسائل جدالًا لدى النحاة واللغويين، وأخذت بعض المفاهيم في التوسع حتى اضطر المهتمون بالنحو العربي إلى إقامة مناظرات وجلسات للاحتكام. نشأ إثر ذلك اختلاف في المناهج والمصطلحات، وكان من نتائج هذا الاختلاف ظهور مذاهب نحوية مختلفة. استطاع كل مذهب أن ينفرد لنفسه بمدرسة نحوية مستقلة لها أعلامها وأصولها.....