النقاط الرئيسية

1. خلفية النزاع وأسبابه:

• فشل الانتقال الديمقراطي: بعد إسقاط نظام البشير، فشل اتفاق تقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين، مما مهد الطريق للانقلاب العسكري في 2021.
• الصراع على السلطة والشرعية: تحول التنافس بين البرهان وحميدتي من حلفاء إلى خصوم في صراع على القيادة والشرعية والسيطرة على الدولة.
• القضية المركزية: الخلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي كجزء من الانتقال إلى حكم مدني.

2. الآثار والإبعاد المحلية:

• أزمة إنسانية غير مسبوقة:
  • نزوح أكثر من 10.8 مليون شخص داخليًا وخارجيًا.
  • حاجة ما يقدر بنحو 24.8 مليون سوداني (نصف السكان) للمساعدات الإنسانية.
  • نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية.
• انهيار اقتصادي كارثي:
  • خسارة الاقتصاد السوداني حوالي 15 مليار دولار (ما يعادل 48% من الناتج المحلي الإجمالي) بنهاية 2023.
  • انخفاض الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي بشكل حاد.
  • فقدان 5.2 مليون وظيفة.
  • ارتفاع معدل الفقر إلى 65.6% (28.4 مليون شخص).
• تهديد وجودي للدولة: يقود الصراع البلاد نحو حافة التفكك وفقدان سمة الدولة الوظيفية.

3. الآثار الإقليمية والدولية:

• عدم الاستقرار الإقليمي:
  • تدفق اللاجئين يضع ضغطًا هائلاً على الدول المجاورة الهشة أصلاً (مثل تشاد وجنوب السودان ومصر).
  • خطر امتداد النزاع إلى دول الجوار (خاصة إثيوبيا وإريتريا) وتحوله إلى حرب إقليمية أوسع.
• تأجيج التطرف والجريمة المنظمة:
  • ضعف سيطرة الحكومة على الحدود يخلق بيئة خصبة لانتشار الجماعات المتطرفة (مثل الشباب والقاعدة) وتأسيس شبكاتها.
  • ازدهار الجريمة المنظمة العابرة للحدود (تهريب الأسلحة، المخدرات، الاتجار بالبشر).
• صراع بالوكالة:
  • تحول السودان إلى ساحة لصراع نفوذ بين قوى إقليمية ودولية.
  • مصر وإيران وإريتريا تدعم الجيش السوداني.
  • الإمارات العربية المتحدة وتشاد وليبيا تدعم قوات الدعم السريع.
  • دول مثل السعودية والولايات المتحدة تحاول الوساطة ولكن مع تأثير محدود.
• تهديد المصالح الجيواستراتيجية:
  • أمن البحر الأحمر: العنف يهدد أحد أهم ممرات التجارة البحرية العالمية وأمن الطاقة.
  • مياه النيل: عدم الاستقرار يعقد حل النزاع الدبلوماسي حول سد النهضة الإثيوبي بين مصر وإثيوبيا والسودان.
  • نفط جنوب السودان: خط أنابيب النيل الكبير الذي يمر عبر السودان مهدد، مما يؤثر على اقتصاد جنوب السودان والإمدادات العالمية.

4. تقييم الجهود الدبلوماسية ومحدوديتها:

• فشل مبادرات “إيقاد” (IGAD): واجهت خارطة الطريق ومحاولات عقد قمة بين البرهان وحميدتي جمودًا due إلى انعدام الثقة والخلافات الدبلوماسية.
• إخفاق “مسار جدة”: المباحثات المشتركة بين السعودية والولايات المتحدة لم تنجح في تحقيق هدنة دائمة أو وقف إطلاق نار، بسبب انتهاكات الطرفين واشتراطات مسبقة.
• دور الاتحاد الإفريقي: أطلق الاتحاد خارطة طريق شاملة، لكن التنفيذ ظل ضعيفًا.
• أسباب الفشل الرئيسية:
  • تفتت مسارات السلام وعدم تنسيقها.
  • هيمنة المصالح الجيوسياسية الخارجية على العملية.
  • إقصاء الآليات الإفريقية الرئيسية (مثل الهيكل الإفريقي للسلام والأمن – APSA) لصالح مبادرات خارجية.
  • تمسك الأطراف المتحاربة بالحل العسكري وعدم وجود إرادة سياسية حقيقية للسلام.

5. التوصيات والاستنتاجات:

الخطر الرئيسي: استمرار الحرب لا يهدد السودان بالتفكك فحسب، بل يهدد بزعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي بأكملها، وتحولها إلى ساحة لصراع إقليمي ودولي أوسع، مع عواقب وخيمة على الأمنين الغذائي والطاقي العالميين.

الحل المستدام يتطلب عملية سلام شاملة بقيادة إفريقية فعالة، يتبناها الاتحاد الإفريقي بشكل أساسي، بالتعاون مع شركاء مثل “إيقاد” والأمم المتحدة.

يجب أن تكون العملية مملوكة سودانيًا وتشمل جميع الأطراف السياسية والفاعلين الاجتماعيين.

ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وليس فقط الآثار الإنسانية.