6 ديسمبر، 2025 4:39 ص
العمل غير المنظم في السودان PDF Download – Milaff.com
العمل غير المنظم في السودان

– المؤلف: د. حسن أحمد عبد العاطي , د. أشرف عثمان محمد الحسن

يُعد القطاع غير المنظم في السودان مكوناً أساسياً في الاقتصاد، حيث يستوعب أكثر من 60% من القوى العاملة. يبرز هذا التقرير الشامل الأسباب الجذرية لاتساع نطاقه، كالنزاعات والنزوح والبطالة واختلالات السياسات الاقتصادية والتعليمية. كما يسلط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجه العاملين فيه، مثل انعدام الحماية الاجتماعية والمضايقات الحكومية وضعف المهارات، مع تقديم تحليل لواقع الفئات الأكثر هشاشة كالنساء والشباب. يختتم التقرير بعرض أبرز المبادرات والتوصيات العملية اللازمة لدمج هذا القطاع الحيوي وتحسين أوضاع ملايين العاملين فيه.

مشابه : العلاقات الصينية-السودانية ,  السودان: من سيدفع ثمن الجرائم؟ 

اقرأ المزيد

هذا التقرير الواسع يقدم تحليلاً شاملاً للقطاع غير المنظم في السودان، مع التركيز على أسبابه، خصائصه، تأثيره، والتحديات التي يواجهها العاملون فيه. فيما يلي ملخص لأبرز النقاط:

الخلفية والتعريف
  • تعريف القطاع غير المنظم: يُعرف بأنه القطاع غير الخاضع لرقابة الدولة، لا يساهم في الضرائب، ولا يُدرج في إحصاءات الناتج المحلي. يشمل أنشطة اقتصادية متنوعة تتميز بسهولة الدخول، الاعتماد على الموارد المحلية، صغر حجم العمل، وغياب الحماية الاجتماعية.
  • مرادفات: يُشار إليه أيضًا بالاقتصاد غير الرسمي، غير المهيكل، اقتصاد الظل، أو السوق الأسود.
الأسباب والعوامل المساهمة
  1. النزاعات والحروب الأهلية: أدت إلى نزوح وهجرة داخلية كبيرة.
  2. الجفاف والتصحر: أثرت على الإنتاج التقليدي وزادت من الهجرة من الريف إلى الحضر.
  3. السياسات الاقتصادية: كبرامج التكيف الهيكلي، الخصخصة، وسحب الدعم عن الخدمات الأساسية.
  4. الاختلالات التعليمية: عدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل الرسمي.
  5. عدم التوازن التنموي: بين الولايات والمناطق الريفية والحضرية.
  6. الفقر والبطالة: دفعا الكثيرين إلى العمل غير المنظم كملاذ أخير.
الخصائص والحجم
  • الحجم: يُقدر أن 60% من قوة العمل في السودان تعمل في القطاع غير المنظم.
  • تنوع الأنشطة: يشمل الباعة المتجولين، باعة المشروبات والأطعمة، الورش الصغيرة، الخياطين، إلخ.
  • الفئات الأكثر ضعفاً: النساء، الشباب، النازحون، والأطفال.
  • ضعف الحماية الاجتماعية: غياب التأمين الصحي، الاجتماعي، والمعاشات التقاعدية.
الوضع الاقتصادي والاجتماعي
  • الفقر: يعيش 46.5% من السكان تحت خط الفقر (2009).
  • البطالة: مرتفعة خاصة بين الشباب والنساء.
  • الهجرة الداخلية: أدت إلى “تريف المدن” وزيادة الضغط على الخدمات في المناطق الحضرية.
  • الاعتماد على النفط ثم الذهب: بعد انفصال الجنوب، تحول الذهب إلى مصدر رئيسي للصادرات.
التحديات الرئيسية
  1. غياب الحماية الاجتماعية: معظم العاملين لا يشملهم تأمين صحي أو اجتماعي.
  2. ضعف التنظيم النقابي80% من القوى العاملة خارج أي تنظيم نقابي.
  3. المضايقات الحكومية: عبر حملات “الكشات” التي تصادر الأدوات وتفرض رسوماً.
  4. ضعف المهارات والتدريب: يؤثر على إنتاجية العاملين وقدرتهم على التطور.
  5. التحديات الخاصة بالمرأة: تشكل النساء نسبة كبيرة في القطاع، ويتعرضن للتحرش والعنف.
المبادرات والتدخلات
  • مبادرات حكومية وشبه حكومية: مثل مراكز التدريب المتنقلة، ومحاولات إدخال العاملين تحت مظلة التأمين الصحي (تجربة شمال دارفور).
  • مبادرات المجتمع المدني: مثل شبكة “صيحة” التي نظمت النساء في جمعيات تعاونية وقدمت التمويل والتدريب.
  • مبادرات فردية: مثل عوضية محمود التي أسست جمعية للدفاع عن بائعات الشاي وحصلت على جائزة عالمية.
الخلاصات والتوصيات
  • القطاع غير المنظم أصبح واقعاً اقتصادياً واجتماعياً لا يمكن تجاهله.
  • ضرورة الاعتراف بدور القطاع وعدم ربطه فقط بالتهرب الضريبي أو الأنشطة غير القانونية.
  • الحلول المقترحة:
    • تحسين فرص الحصول على التمويل والمعلومات.
    • تنظيم العاملين في جمعيات ونقابات.
    • توفير الحماية الاجتماعية الأساسية (تأمين صحي، معاشات).
    • توعية السلطات والقطاع الخاص بحقوق العاملين في القطاع.
    • تصميم برامج تدريبية تتناسب مع احتياجات السوق.
    • تشجيع الدراسات الشاملة لتحديد حجم القطاع ومساهمته الحقيقية.
حالة دراسية: بائعات الشاي في الخرطوم
  • العينات: شملت 180 بائعة شاي.
  • النتائج:
    • 58.3% يعتمدن على بيع الشاي كمصدر دخل وحيد.
    • 71.2% تعرضن لمضايقات من الشرطة.
    • 96.5% لا يشملهم تأمين صحي.
    • 93% غير منظمات في جمعيات أو نقابات.
  • التحديات: تدني الدخل، عدم الاستقرار، غياب الحماية، المضايقات المستمرة.
الخلاصة النهائية

القطاع غير المنظم في السودان ليس مجرد ظاهرة هامشية، بل هو مكون رئيسي في الاقتصاد والسوق العمل، يوفر فرص عمل لملايين السودانيين رغم كل التحديات. أي استراتيجية للتنمية يجب أن تدمج هذا القطاع وتعمل على تحسين أوضاع العاملين فيه بدلاً من محاولة إزالته أو تجاهله.

ذات صلة

إبلاغ عن مشكلة